تقرير- لماذا تعتمد الأندية الكبرى على النجوم السابقين في التدريب؟

17.09.2020 | 23:55 (KSA)

دوري بلس - تبدأ رحلة المايسترو أندريا بيرلو مدرب يوفنتوس الحالي في عالم تدريب كرة القدم للمرة الأولى عندما يواجه فريق سامبدوريا يوم الأحد المقبل، ضمن منافسات الجولة الأولى من الدوري الإيطالي والتي تنطلق في 20 سبتمبر الجاري.

ففي أوائل الشهر الماضي، تم اختيار النجم الإيطالي الفائز بكأس العالم 2006 وصاحب المسيرة المميزة في ميلان ويوفنتوس، لقيادة السيدة العجوز خلفًا لماوريتسيو ساري بعد فشله في حصد بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

على الرغم من أن بيرلو ليس لديه أي خبرة تدريبية سوى حصوله على دبلومة في التدريب، إلا أن إدارة البيانكونيري كانت مقتنعة فهمه التكتيكي والإدراكي لكرة القدم، بالإضافة إلى كونه الشخص الأنسب لإدارة غرفة الملابس المليئة بالنجوم وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو وبوفون.

من الواضح أن تعيين مايسترو خط الوسط السابق قد ولّد إثارة في النادي امتدت إلى ما هو أبعد من حدود إيطاليا، وهو أمر لم يتمكن ساري من القيام به أبدًا.

ففكرة تعيين لاعب سابق مشهور لم يتم التعرف على اسمه فقط ولكنه مرتبط أيضًا بتاريخ النادي الحديث سواء لديه خبرة تدريبية أو لا، كانت دائمًا خطة مغرية للأندية التي تتطلع إلى عودة الاستقرار بعد إقالة مدربيها.

بالإضافة إلى السحر والجاذبية والاهتمام الذي تجلبه الأندية من وراء تعيين أساطيرها، يمكن أن يساعد ذلك في الحصول على الاهتمام من وسائل الإعلام وخلق ضجة إيجابية بين جماهير النادي بالتأكيد.

الآن يبدو أن هذا الاتجاه يعود بقوة، فمن المذهل أن نجد العديد من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب مثل فرانك لامبارد (تشيلسي)، ميكيل أرتيتا (آرسنال)، سيموني إنزاجي (لاتسيو) وزين الدين زيدان (ريال مدريد)، إذ أصبحوا الآن أكثر إلمامًا بعملية التدريب بأكملها والتي تتبنى الأساليب الحديثة والأكثر ديناميكية من باقي المدربين الذين لم يظهروا داخل المستطيل الأخضر كلاعبين.

في هذه الأيام، يبدو أن اللاعبين البارزين الذين يدخلون مجال التدريب على أعلى مستوى يستلهمون من هؤلاء المدربين الجدد، حيث قد يكونون قفزوا في السابق في قوائم الانتظار بناءً على خبرتهم كلاعبين سابقين، فإنهم يظهرون الآن الفضول والانفتاح الذهني الذي كان مرتبطًا تقليديًا بالمدربين الذين لم يمارسوا كرة القدم.

وهذا يمثل ضربة مزدوجة لرئيس يوفنتوس، ليس فقط أنه يعين مدربًا حديثًا بأفكار تقدمية، ولكن أيضًا من خلال الترويج لنجم مشهور، فمع وجود خبرة تدريبية سابقة على أعلى مستوى أو بدونها فإنه يسلم المسؤولين عن تحديد موعد نجاح المدرب تصريح مرور مجاني إذا لم ينجح في مهمته، فإذا فشل مدرب واعد لكنه أقل شهرة نسبيًا، تميل أصابع الاتهام إلى الإدارة بداية من المديرين الرياضيين وصولًا إلى أعضاء مجلس الإدارة ورئيس النادي.

أحد المديرين التنفيذيين المؤثرين أوضح هذا الأمر بدقة قائلاً: "إذا لم ينجح الأمر مع مدير ذو اسم كبير أو لاعب سابق مشهور فلن يتغير شيء حقًا، بالعكس ستحصل على فرصة أخرى".

وأكمل: "وجود شخص ما بوجه مألوف يمكن للمعجبين ووسائل الإعلام أن يتعاملوا معه في موقع المسؤولية يشبه بوليصة التأمين".

واختتم: "إذا كانت مهمة المدرب ناجحة فنحن جميعًا سعداء، أما إذا كانت فاشلة فهذا هو اسمه، وليس اسمي".

في الوقت الحاضر يُظهر أمثال بيرلو، زيدان، أرتيتا ولامبارد درجة أعلى من الكفاءة والفضول والتواضع تجاه الوظيفة، فهم سعداء للقيام بأكثر من مجرد الحصول على رخصة التدريب الخاصة بهم والتي يتم أخذها بجدية أكبر هذه الأيام.

وعلى الرغم من أنه من الواضح عدم وجود ضمان للنجاح إلا أن النهج الجديد واعتماد أساليب جديدة من قبل هؤلاء المدربين الجدد من النجوم السابقين الذين يتطلعون إلى الأمام يتحسن بشكل واضح ويزيد من فرصهم في تصحيح الأمور والاستمتاع بفترة طويلة ومثمرة مع ناديهم.