روبرتو كارلوس.. صاحب القدم الفولاذية الذي اختلف العلماء في تفسير أهدافه

03.06.2020 | 21:26 (KSA)

دوري بلس - يحل اليوم ذكرى أحد أشهر الأهداف التي لن تُنسى في تاريخ الساحرة المستديرة.

في عام 1997، أقيمت مباراة بين منتخبي فرنسا والبرازيل على ملعب جيرلان بمدينة ليون في باريس، ضمن الدورة الدولية الودية التي نظمتها فرنسا استعدادًا لمونديال 1998 والتي ضمت أيضًا منتخبي إنجلترا وإيطاليا.

وفي الدقيقة 21 من زمن اللقاء، سجل البرازيلي روبرتو كارلوس هدفه الأشهر في مسيرته والذي جاء من ركلة حرة سددها بقوة لتلتف الكرة بطريقة لا تصدق وتبتعد عن الحائط ليظن البعض لوهلة أنها خارج المرمى، لتعود مرة أخرى وترتطم بالقائم ثم تسكن شباك الحارس فابيان بارتيز وسط ذهول جماهير ولاعبي المنتخب الفرنسي.

هذا الهدف كان مجرد بداية لسلسلة من الأهداف الرائعة التي اشتهر بها الظهير الأيسر البرازيلي ونجم ريال مدريد السابق خلال مسيرته الكروية.

هل كان هذا أفضل هدف في التاريخ من ركلة حرة؟ قبل أن تجيب عزيزي القارئ دعنا نوضح لك تفسيرات العلماء الذين احتاروا في تفسير ذلك الهدف.

قام فريق بحثي تابع لمعهد بوليتكنيك الفرنسي بدراسة حركة الكرة فيزيائيًا، وصمموا نسخة رقمية من هدف "كارلوس" وحركة الكرة، ليروا كيف انحرفت عن مسارها بهذا الشكل الحاد، ويقول الباحثين إن السر في انحراف الكرة يرجع إلى دورانها بصورة لولبية.

وشبه العلماء حركة الكرة بحركة انطلاق الرصاصة من فوهة البندقية، أي أن معدل سرعتها كان في زيادة مستمرة منذ لحظة انطلاقها وحتى سكنت الشباك، وهذه السرعة التدريجية أحدثت إنحناء في خط سير الكره في الهواء، نتج عنه ذلك الدوران والانحراف الشديد.

وقال رئيس الفريق البحثي في حوار مع شبكة "BBC" البريطانية: "عندما سدد كارلوس الكرة كان على بعد 35 مترًا من المرمى وهو ما جعلها تتخذ هذا المسار ولو كانت المسافة أقل لربما شاهدنا انحناء واحدًا فقط".

وأضاف: "على ملعب كرة القدم رأينا مسارًا قريبًا من مسار الرصاصة لكن عوامل الجاذبية عدلته، لكنك لو سددت الكرة بنفس القوة التي سدد بها كارلوس سيقلل من تدخل الجاذبية".

وفي سبتمبر عام 2010، نشر مجموعة من علماء الفيزياء الفرنسيين ورقة بحثية لتحليل الهدف، وجاء في الورقة البحثية أنه حين تنحرف الكرة من مسار دائري ومن مسافة بعيدة يكون من الصعب على حارس المرمى توقع مسار الكرة، وأكد العلماء بعد بحثهم على أن هدف كارلوس من الممكن أن يتكرر بواسطة أي لاعب آخر إذا لُعبت الكرة من نفس المساقة وبنفس القوة.

أما عن صاحب الهدف نفسه فشرح كيفية تنفيذه لتلك الركلة، قائلاً: "عندما أحصل على ركلة حرة، دائما أركل الكرة في منطقة "البلف" لأنها أقوى منطقة في الكرة وبالتالي عندما تركلها تذهب بسرعة أكبر، كما أقوم بركل الكرة من أسفل يسارها حتى يساعدها على الانحراف".

وأكمل: "كانت هناك لافتة خلف المرمى، كنت أركز على تسديد الكرة في منتصف الكلمة الموجودة في اللافتة، لكن عندما ركلتها كانت قد ابتعدت عن ذلك الهدف".

وأضاف: "أهداف مثل هذه تأتي مرة واحدة فقط في مسيرتك الكروية، سجلتها بضع مرات في التدريبات وبدون حائط بشري، لكن لم تكن مثل طريقتها في الانحراف والدوران، لقد كان هدفا جميلاً لا يُنسى".

واختتم حديثه: "هناك العديد من اللاعبين المميزين في تنفيذ الركلات الحرة وهم قادرون على تكرار الأمر، في يوم ما سيسجل أحدهم هدفًا مشابهًا لهدفي، لكني سأكون أول من قمت بفعلها".