حوار مع مدرب أكاديمية صقور المستقبل السعودية

11.03.2020 | 16:56 (KSA)

دوري بلس - قبل تكليفه كمدير أكاديمية صقور المستقبل السعودية، شغل جيرت منصب مدرب فريق PSV Eindhoven تحت 19 عام لمدة أربع سنوات اعتبارًا من عام 2015 ، حيث كان مسؤولًا عن تطوير بعض المواهب الشابة الواعدة في هولندا وقبل فترته في PSV، شغل جيرت مناصب مختلفة في أكاديمية NAC Breda ، بدءًا من منسق الشباب إلى مساعد مدرب فريق NCA تحت 21 عام.

كما تمتع جيرت بمسيرة مهنية كلاعب محترف، حيث لعب في بعض الدوريات الكبرى حول العالم واستمتع بفترات نجاح في عدة نوادي مثل NAC Breda في الدوري الهولندي، ونادي النصر السعودي وفريق Ajax Cape Town قبل أن يعود إلى هولندا.

1- أطلقتم مشروع صقور المستقبل منذ ستة أشهر، ما النجاح الذي أحرزتموه في هذ المنحة برأيك؟
النجاح الذي أحرزناه حتى الآن هو تطوّر كل لاعب في الفريق على المستوى الشخصي.

2- أنت قائد فريق الخبراء في هذه المنحة، ما هي خبرة المدربين وبماذا يفيدون اللاعبين في الفريق؟
لدينا مدربين أوروبيين يملكون خبرة واسعة بكرة القدم السعودية، وكانت تلك التركيبة مهمة جداً بالنسبة لنا. نودّ أن نطور قدرات اللاعبين بطريقة تعزز مهاراتهم، فهم معروفين باللعب برشاقة تناسب منهجية لعب كرة القدم الأوروبية، وسيشرف فريق الخبراء هذا على تطور اللاعبين لذلك سيتعين على اللاعبين السعوديين استغلال قدراتهم لأقصى حد. ونعتقد بأن طريقتنا بالتدريب ستفيدهم وستساهم في تطوير مهاراتهم.

3- عملت مع لاعبين شباب في هولندا التي تشتهر بأكاديمياتها القوية التي تمهد الطريق للاعبين وفرق الشباب. ما هي العناصر والنواحي التي استخدمتها وطبّقتها من هذه الأكاديميات في تدريب فريق صقور المستقبل؟
يتضمن برنامج التدريب الكامل مجموعة أدوات مختلفة لتطوير المهارات وكل عضو من أعضاء فريق العمل يمتلك الخبرة في ناحية معينة. هناك الكثير من المعلومات والمهارات التي يحتاج لاعب كرة القدم إلى تعلمها اليوم، ولا يمكن إنجاز ذلك عن طريق مدرب واحد فقط، بل أنت بحاجة إلى مجموعة من الخبراء. يمكننا أن ننجز ذلك بمساعدة مدرب المهارات وآخر للأداء وآخر للياقة وآخر للصحة النفسية، كما أن لدينا فريق طبي كبير. كل هذه الخبرات المختلفة ستساهم في دفعهم ليصبحوا لاعبين أفضل.

4- تتبع الأكاديمية نهج شامل وتعمل مع اللاعبين خارج الملعب وداخله. ما هي أهمية العمل معهم خارج الملعب؟
يعد التدريب في الملعب ذو أهمية كبيرة من دون شك، وهذا ما يشاهده العالم أيام السبت في مواعيد المباريات، لكن يحدث الكثير قبل ذلك. فلا يستطيع اللاعب أن يقدم أفضل ما لديه دون أن يعلم نقاط ضعفه وقوته والنقاط المهمة التي يحتاج لتطويرها كي ينجح. وهناك الكثير من النواحي التي نتطرق إليها بعيداً عن الملعب وهي ذات أهمية أكبر مقارنة بالنواحي التي نعتني بها داخله. نملك داخل الملعب تأثير مباشر ولكننا نخسر هذا التأثير المباشر حال مغادرة اللاعبين إلى المنزل. ونعتبر ذلك تحدي كبير بالنسبة لنا في السعودية، لذلك نعتقد بأننا بحاجة إلى تعليم جميع اللاعبين حول تلك الناحية. لدينا هنا ميزة كبيرة فهم قريبين منا على مدار الساعة تقريباً. وعندما تكون لديهم الحرية في الوقت والمساحة، عليهم أن يتخذوا القرارات الصحيحة الخاصة بطعامهم ونومهم وأسلوب حياتهم واستشفائهم وراحتهم، لأن كل تلك النواحي ذات أهمية كبيرة. ودائماً نسعى لتعليمهم هذه الخطوات الجوهرية وكلما تعلموا المزيد كلما ازداد وعيهم وازدادت فرصتهم بأن يحققوا هدفهم بأن يصبحوا لاعبي كرة قدم محترفين. ولهذا يعد الوقت الذي يقضونه بعيداً عن الملعب مفتاح نجاحهم داخل الملعب في معظم الأحيان.

5- كيف أثرت منهجيتكم الشاملة على اللاعبين وكيف تختلف عن غيرها من البرامج أو الأكاديميات التي شاركت بها. ما هي فوائد طريقتكم بالنسبة للاعبين هنا وتأثيرها على مسيرتهم على المدى البعيد؟
تُمكننا منهجيتنا الشاملة من مراقبة كل شيء تقريباً على مدار الساعة ومشاركة كافة المعلومات والخبرات التي يملكها مدربونا الخبراء مع أعضاء الفريق. ونعتقد بأن هذا النهج الشامل مهم لهؤلاء اللاعبين، فقد وجدنا بأنهم يفتقرون لكثير من المعلومات وأن لديهم معلومات خاطئة بحاجة إلى تصحيح كانوا قد اكتسبوها من قبل. كما لاحظنا أنهم يتعلمون بسرعة وشعروا بأنفسهم بمدى التطور الذي بدؤوا بإحرازه معنا. ونأمل أن يستمر هذا التأثير الإيجابي وهذه الخبرة التي يكتسبونها معهم إلى الأبد، وأن يأخذوا هذه المعلومات معهم إلى موطنهم سواء كان المملكة العربية السعودية أو حتى أوروبا. هذه الخبرات مهمة وأساسية وشيئاً فشيئاً بدؤوا يدركون بأنهم بحاجتها. لكن هذه المهمة تعتبر تحدي أيضاً لأن أعمارهم تتراوح بين الـ19 والـ20 عاماً ويرون أنهم أنجزوا شيئاً مهما وشاركوا بفرق عالمية ولديهم عقود مع نوادي هامة، لذلك فهم يشعرون مسبقاً بأنهم وصلوا إلى مرحلة متقدمة نوعاً ما، مما يُصعّب علينا إقناعهم بأهمية هذه التعليمات والخبرات للانتقال بهم إلى المرحلة التالية. ولربما إن كانوا أصغر سناً لكانوا أكثر تقبلاً لهذا الرأي. وعلى الرغم من أنه تحدي، فنحن نحب عملنا ونؤمن به لأننا نرى النتائج الإيجابية والتحسن ظاهر بأدائهم.

6- ما هي رؤيتك على المدى البعيد بالنسبة للفريق وهذا الموسم؟
ذَكَرْتَ كلمة فريق، ونحن لا نعمل على مستوى الفريق وإنما على مستوى الجهد الفردي لكل لاعب على حدة. لذا إن أحرز أحدهم تطوراً كبيراً بنهاية هذا الموسم ونحن نراقبه طبعاً على كافة المستويات وحسب كافة أدوات التطور في مختلف النواحي، عندها سنشعر بالرضى والسعادة، وستكون النتيجة المطلقة هي أن نرى أحد لاعبينا ينتقل إلى أحد الفرق الأوروبية. من جهة أخرى، إن قرر اللاعبون أن يعودوا إلى السعودية وأن يكونوا جزء من اللاعبين النظاميين في ناديهم، سنشعر أيضاً بالسعادة، فالغاية من هذا البرنامج هو زيادة وعيهم والارتقاء بهم إلى مستوى أعلى في لعب كرة القدم وجعل الفريق الوطني أفضل في المملكة العربية السعودية.

7- ذكرت مسبقاً أن الهدف من هذه المنحة هو إيصال اللاعبين إلى الفرق الأوروبية. ماذا يترتب على اللاعبين كي يضمنوا مكان لهم في هذه النوادي الأوروبية وكيف تقتربون من تحقيق ذلك؟
تمتلك المملكة العربية السعودية الكثير من المواهب عندما يتعلق الأمر بكرة القدم والكثير منهم موجودين معنا هنا. وهؤلاء اللاعبين لديهم القدرة على أن يصبحوا لاعبين محترفين، مما يعني بأن لاعب كرة القدم السعودي بشكل عام قوي ورشيق وسريع كفاية ولديه القدرة على التأقلم. لكن هذه الأشياء جميعها على المستوى العملي لكرة القدم مما يجعلها سهلة بالنسبة لنا من حيث تطويرها، ويمكننا أن نشهد التطور في أدائهم في هذه الناحية. أما الجزء الثاني فهو العامل النفسي، فهل هم عازمين على التدريب بغزارة؟ هل يعلمون بأنهم بحاجة إلى أن يستثمروا الوقت والجهد كي يصبحوا لاعبين محترفين. نحن نعلم أنهم يستطيعون أن يصبحوا لاعبين محترفين، لكن السؤال هو: هل يريدون هم أن يصبحوا كذلك؟ ما يحتاجون إلى فعله للوصول إلى هذا الهدف هو النوم والطعام الجيد وأسلوب الحياة الصحي. وهذا الجزء برأينا هو أصعب جزء في منهجيتنا لتعليم اللاعبين. هم يملكون الإمكانات والموهبة الكافية لأن يصبحوا لاعبين محتفرين، لكن الأمر يتعلق بطريقة توظيف هذه المواهب والمهارات بالطريقة الصحيحة. هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لنا.