المستثمرين ورعاة الأندية.. وعود وأرقام تنقصها الشفافية

10.07.2019 | 02:56 (KSA)

دوري بلس - لازال ملف الاستثمار الرياضي في أندية دوري المحترفين السعودي ملفاً غير مستقر بشكل كامل خصوصاً حيث أن معظم العقود الكبيرة والمستقرة نوعاً ما في أنديتنا تكون للأندية ذات الجماهيرية والتي تنافس بشكل متواصل على البطولات وأقصى فترات العقود تكون لمدة 5 سنوات كحد أقصى، وذلك يمثل عائق أمام الأندية خصوصاً التي تكون عقودها الاستثمارية لمدة عام أو عامين حيث عليها الاستمرار دائماً بالبحث عن عقود الرعايات ومحاولة رفع قيمتها.

 

الاستثمار الرياضي يعد عنصر مهم في كرة القدم حالياً، سواء على مستوى الرعايات الرئيسية التي تتمثل بأن تكون أسماء هذه الشركات على صدر قمصان اللاعبين وفي مرافق الأندية والملاعب، أو الرعايات الجانبية التي تكون على أكتاف قمصان الأندية أو أسفلها من الخلف، لذلك الأندية التي توقع عقوداً ضخمة وبمدة لا تقل عن 3 مواسم في الغالب أمورها المالية أكثر استقراراً من غيرها.

 

في أنديتنا مثلاً تتمثل العقود الضخمة والمستقرة نوعاً ما في أندية مثل الاتحاد، والهلال، والنصر، والأهلي، وأيضاً الاتفاق والتعاون والشباب لكن بدرجة أقل مادياً وأيضاً زمنياً كمدة عقود غالباً، لكن المشكلة التي تواجه الغالبية من جماهير ومتابعين واعلام هي عدم وضوح رؤية المداخيل والفوائد التي تجنيها الأندية المستفيدة من هذه العقود، حيث لاتوجد تقارير ربع سنوية تفصل المداخيل والموارد المالية من هذه الشراكات الاستثمارية.

 

أحدث الشركات التي دخلت سوق استثمارات كرة القدم كرعاة رئيسيين هم شركة إعمار العقارية بشراكة مع نادي الهلال وأيضاً طيران الاتحاد الامارتي بشراكة مع نادي النصر، وأيضاً شركة نون للتجارة الإلكترونية بشراكة مع نادي الاتحاد، والخطوط الجوية السعودية مع النادي الأهلي.

 

الهلال بعد أن استلم الرئيس المنتخب الجديد الأستاذ فهد بن نافل منصب رئاسة النادي مؤخراً بدأ بالعمل في الجانب الاستثماري ووقع عقدي رعاية كان أضخمها مع شركة اعمار العقارية بعقد يمتد لمدة 5 مواسم يصل لقيمة 65 مليون ريال سنوياً حسب بعض التقارير الصحفية، أيضاً وقع الرئيس الجديد عقداً مع شركة التعاونية للتأمين لتكون شريكاً تأمينياً للنادي لمدة خمس مواسم لكن دون الكشف عن تفاصيل مادية، وكانت المواسم الماضية شهدت عقوداً استثمارية مع شركة المملكة القابضة ومطاعم دومينوز بيتزا وأيضاً شركة عبدالصمد القرشي للعطورات لكن انتهت مع نهاية الموسم الماضي حسب آخر التقارير.

 

نادي النصر بقيادة إدارته المكلفة برئاسة الأستاذ سعود آل سويلم وقعت في أغسطس الماضي عقداَ استثمارياً ضخماً مع شركة طيران الاتحاد الاماراتية لتكون راعي رئيسي على قمصان النادي وراعي وشريك للنادي بعقد يمتد لمدة 4 سنوات بقيمة تصل إلى 200 مليون شاملة كامل العقد، وأيضاً وقعت الإدارة مع شركة اتحاد جوراء للاتصالات عقداً يقدم خدمات الاتصالات للجماهير والنادي بباقات خاصة لمدة 5 سنوات.

 

أما نادي الاتحاد فقد كانت الإدارات المتعاقبة عليه مؤخراً قد وقعت عقوداً لم تكن طويلة الأجل كان أضخمها وأهمها مع شركة نون للتجارة الالكترونية والذي يمتد لمدة عام منذ ديسمبر الماضي بقيمة تصل إلى 55 مليون ولم يتضح اذا ماكانت الشراكة ستستمر للموسم المقبل أم لا، خصوصاً بعد تغير ادارة النادي واستلام الأستاذ أنمار الحائلي قيادة الإدارة الحالية لمدة أربع أعوام قادمة.

 

وفي النادي الأهلي فلازال عقده مع الخطوط الجوية السعودية مستمراً منذ سبتمبر 2017، وتبلغ قيمته حسب عدة مصادر نحو 56 مليون ريال سنوياً، أيضاً اقترب عقد الشراكة مع شركة المسافر للنادي إلى نهايته والذي تم توقيعه اغسطس الماضي لمدة عام، ووقعت إدارة النادي مؤخراً في شهر مايو الماضي عقداً استثمارياً مع شركة مياه ماي بيور لمدة 3 سنوات دون الكشف عن العوائد المادية لهذه الشراكة.

 

نادي الشباب لازال يبحث عن رعاة أكثر استقراراً وبعقود تخدم الفريق مستقبلاً، حيث أن أغلب عقوده الاستثمارية تمتد لمدة عام واحد مع شركة مياه مويا وأيضاً شركة السيف غاليري وشركة الربيع وأيضاً شركة الوفاق لتأجير السيارات دون تفاصيل مالية دقيقة تذكر، ومن المتوقع أن تعمل إدارة الأستاذ خالد البلطان في الفترة القادمة على توفير عقود تخدم ادارته خلال فترة رئاسته التي ستمتد لأربع سنوات قادمة بعد انتخابه بالتزكية من الجمعية العمومية للنادي مؤخراً.

 

وهناك العديد من عقود الرعايات مع باقي الأندية لكن معظمها يمتد لمدة عام دون وضوح لمدى استمرارية هذه الشراكات أو عوائدها المالية بشكل دقيق، نادي التعاون بطل كأس خادم الحرمين الشريفين كان قد وقع عقداً مع شركة المسافر لمدة عام ولاتوجد أخبار عن تجديده حتى الآن لكن أعلن اليوم عن توقيعه عقداً مع شركة الناضج، وهناك أيضاً نادي الاتفاق الذي انتهى مؤخراً عقده مع شركة هيونداي المجدوعي الذي كانت راعياً للنادي منذ 2015، ولكن عقد الشراكة مع موبيل1 لازال مستمراً منذ 2016.

 

المنتظر خلال الفترات المقبلة أن تسعى الأندية لتطوير عقودها الاستثمارية سواء مالياً أو حتى بالنسبة لفترات العقود وذلك في إطار تحقيق الاستقرار اللازم لأطول فترة ممكنة لترتيب أولويات الإدارات المالية من الناحية الاستثمارية، وأيضاً من المهم أن تكون الشركات الكبرى أكثر جرأة وشجاعة للاستثمار في كافة الأندية وليس فقط الجماهيرية وهذا سيعود بالنفع على قيمة الدوري السعودي بشكل عام وقيمة الأندية بشكل خاص وأيضاً الشركات، ولابد أيضاً أن تبدأ الأندية بتطبيق أعلى معايير الشفافية والمعايير المؤسساتية لنشر تقارير ربع سنوية توضح الفوائد المادية التي تعود عليها سنوياً كما نرى في العديد من الأندية الأوروبية من خلال اجتماعات جمعياتها العمومية.