المهمة الـ"غير" مستحيلة!

دوري بلس - خالد القحطاني

يفتتح أخضرنا غدا الخميس مشواره في نهائيات كأس العالم 2018 بمواجهة روسيا في خامس إطلالة سعودية كروية على العالم.

الصقور الخضر يحملون آمال الجماهير السعودية العريضة في تقديم أفضل المستويات المقرونة بالنتائج والخروج من دائرة (مشاركة جيدة) إلى الدائرة الأكبر والمنافسة فعلا على الوصول إلى دور الـ8 .

قبل الوصول لربع النهائي علينا التفكير أولا في كيفية تجاوز دور المجموعات وهو أمرٌ ليس بالمستحيل .. نعم صعب لكن درجة صعوبته أقل من المشاركات الأربعة الماضية.

الدب الروسي يبدو "أليفا" عطفا على نتائجه في المباريات التحضيرية لهذه البطولة, أو حتى مبارياته في كأس القارات الأخيرة والتي خرج منها من دور المجموعات محققا فوزا وحيدا على نيوزيلندا.

روسيا خاضت 4 مباريات ودية لم تذق فيها طعم الفوز (خسرت 3 وتعادلت واحدة) ولم تسجل سوى هدفين واستقبلت شباكها 8 أهداف.

وإذا ما أضفنا أن تصنيف روسيا اقل من السعودية , فإن هذه كلها تعطي مؤشرات ترجح كفة منتخبنا لتحقيق أول ثلاث نقاط في مونديال 2018 .

النقاط الثلاث لا تحتاج إلى قراءة التاريخ أو النظر في نتائج المباريات الودية فقط .. هي مجرد أرقام .. الحقيقة دائما تكون على أرض الميدان وكرة القدم تخدم من يخدمها.

في مثل هذه المباراة لابد أن يكون صقورنا الخضر في كامل الجاهزية البدنية والذهنية والتكتيكية والمعنوية مع تركيز كامل طوال 90 دقيقة من أجل "إسقاط الروس" في ملعبهم والتي ربما تكون مفتاح باب دور الـ16 .

الأرض والجمهور هما سلاح روسيا في هذه المباراة .. بطبيعة الحال هو سلاح فتاك وعامل مؤثر في أي مباراة ومن المؤكد أن الضغط النفسي سيكون قد بلغ أشدّه عندما يطلق الحكم صافرة البداية .. نحن لا يشاهدنا مدرج فقط بل يشاهدنا العالم كُله.

أرى أن التعامل المثالي مع عاملي الأرض والجمهور يكون في النصف ساعة الأولى من المباراة, وإذا ما تمكن الأخضر من تجاوزها بسلام فإن الأمور "بإذن الله" ستبدأ بالسير لصالح صقورنا وسيحصلون على قدر أكبر من الثقة في أنفسهم وفرض شخصيتهم على خصمهم.

على مستوى التشكيلة السعودية لا أعتقد أنها ستخرج من:
عبدالله المعيوف, منصور الحربي, عمر هوساوي, أسامة هوساوي, ياسر الشهراني, عبدالله عطيف, سلمان الفرج, تيسير الجاسم, سالم الدوسري, يحيى الشهري, فهد المولد.

هذا ما عَمد إليه خوان أنطونيو بيتزي في لقاء ألمانيا الأخير, وأظن أن الأرجنتيني قد اختار التشكيل الأمثل عطفا على مستويات اللاعبين في الدوري أو جاهزيتهم البدنية قبل انطلاق البطولة.

ولعل من الإيجابيات التي (لم أكن أتوقعها على المستوى الشخصي) أن منتخبنا شاطر منتخبي إيطاليا وألمانيا في منتصف الملعب وأمضى فترات طويلة من المباراتين وهو يمتلك الكرة.

هذا هو أسلوبنا نحن السعوديين في اللعب (امتلاك الكرة) .. المباراة التي لا نمتلك الكرة فيها عادة نخسرها , لذا يجب أن نفرض أسلوبنا ونترك خصمنا يصارع نقاط قوتنا بدلا من أن يهاجم نقاط الضعف عندنا.

الميزة الأبرز في تشكيلة بيتزي هو سرعة سالم الدوسري وفهد المولد ومهارة تيسير الجاسم ويحيى الشهري وسلمان الفرج من الناحية الهجومية.

متى ما نجحنا بإذن الله في تجاوز النصف ساعة الأولى بهدوء فإن حماس الروس واندفاعهم سيتيح للثلاثي (الدوسري, الشهري, المولد) اللعب في مساحات أوسع سواء على الأطراف أو من العمق.

من الناحية الدفاعية .. سيكون على قلبي الدفاع (أبناء هوساوي) التركيز بشكل قوي على الكرات العرضية ومنع وصولها للمهاجمين بمساعدة حارس المرمى .. من وجهة نظري لا يملك الروس غير الكرات العرضية واستغلال طول القامة عند لاعبيهم للتسجيل في مرمانا .

في النهاية ..
نعم منتخبنا قادر
روسيا ليست بالمنتخب الصعب
وكما أن الثقة الزائدة قد تهدم كل شيء فإن الخوف أيضا كفيل بهدم كل شيء.

كل الأماني والدعوات بالتوفيق لصقورنا الخضر.