رؤساء الهيئة.. جاتكم الهيبة

23.05.2018 | 22:35 (KSA)

عمر عز الدين محمد

مع انتهاء الموسم الرياضي للدوري السعودي بدأ الاستعداد للموسم الرياضي الجديد الذي يعدُ بالكثير من الأحداث الكروية الساخنة، ونظرا للطفرة التى تشهدها الساحة الرياضية من حيث الشكل والمضمون لجميع الأندية تحت سقف الهيئه العامة للرياضة..

إن الموسم الرياضي المنصرم قد يكون للبعض سعيداً وللبعض الآخر غير ذلك رغم ما صاحبه من سلبيات لبعض محبي ذلك النادي أو ذاك، لكن ظهرت بعض الإيجابيات التى ساهمت في زرع الرضى في نفوس محبي ومشجعي الدوري السعودي هذا العام.

ويرى البعض أن الدوري صاحبه بعض من الإثارة والمتعة في الجولات الأخيرة والدور الثاني تحديدا، وكذلك صاحبته بعض من السلبيات التي تلاشت مع مرور الوقت.

مع انتهاء الدوري لهذا العام تم الإعلان من قبل الهيئة العامة للرياضة عن عدة تعيينات صدرت في أوقات متفاوتة كان أبرزها تعييـن رؤساء جدد لمجموعة من الأندية ( الاتحاد، النصر، الهلال، الأهلي، القادسية والصاعد الجديد نادي الوحدة ).

تخوف البعض من هذه التعيينات الحديثة في شكلها لأنها في السابق اعتادت جماهير الأندية أن يتم اختيار الرئيس للنادي من خلال أعضاء الشرف أو من خلال فتح باب الجمعية العمومية لترشيح من له الرغبة في رئاسة النادي.

قد يرى البعض أن المشهد أصبح مختلفاً بعض الشيء من خلال التعيينات التي أتت من أعلى سلطة رياضية واضعةً ثقتها في جميع الرؤساء الذين تم تعيينهم، حيث يعمل الجميع كلٌ بسياسته الخاصة للاستعداد للموسم الجديد الذي يعدُ بموسم استثنائي بكل ماتحمله الكلمة من معنى.

تغير المشهد.. رؤساء جدد يحضرون لأول مرة، الجماهير لم تعتد عليهم فالمشهد قد تغير من ترشيح إلى تكليف وقد يزكى إن رجح عمله في الموسم القادم إذا سنحت له الظروف بأن يستمر.

على سبيل المثال نادي الهلال (بطل الدوري) تميـز في حل مشاكله داخل البيت الهلالي في عرف رؤساء الهلال السابقين وعدم خروج المشكلات على السطح هذا ما اعتادته جماهير الزعيم، ومع تقلد الرئيس الحالي سامي الجابر ظهر في جميع وسائل الإعلام وفي جميع القنوات الفضائية !! وكان حديث الشارع الرياضي، وكان السؤال كيف سيقود رئاسة نادي الهلال، لم يكتفي بالظهور في وسيلة إعلامية واحدة أو اثنتين بل ظهر في جميع القنوات الفضائية لم يبخل عليهم، أظهر أفكاره وخططه التي سيقود بها النادي.

لكنه أحرج نفسه من خلال كثرة الظهور المتكرر في تصريحاته.. قّل ماتفهم واحتاجت إلى توضيحات منه بين فنية وأخرى، عندما تحدث قائلاً أن جميع اللاعبين الأجانب سيتغيرون واستثني كل من (اللاعب عمر خربين – اللاعب كارلوس إدواردو) بعدها تم انتقاد الرئيس الجديد سامي الجابر على إطلاق مثل هذه التصريحات وهو لم يكمل سوى 24 ساعة، ثم تبعه تصريح آخر أنه ماعدا اللاعبين (عمر خربين - كارلوس إدواردو - الحارس العماني علي الحبسي) ..

يأتي السؤال والاستغراب للأستاذ سامي.. هل تحدثت بنظرتك الفنية القائمة على التقييم الفني أو الإداري؟ .. أو من جانب الرئيس أو الثلاثة معاً؟ .. فإن كان حديثك أتى من جانب فني فإنه قد يدخل في جوانب ليس من صلاحياته الحالية ويبقى محل تقييم للجهاز الفني القادم، وإن كان من جانب الرئيس.. كانت تصريحاته بخصوص اللاعبين الأجانب هل أتت من خلال لجنه فنية قد جهزت تقريرها له؟

وبعدها صرح عن الكابتن محمد الشلهوب قائلاً: "لديه القدرة على أن يلعب موسم إلى موسمين إن كان له الرغبة !! بعكس اللاعب الدولي عبدالملك الخيبري الذي صرح عنه بأنه لن يكون مع كتيبة الهلال الموسم القادم في حين أن رغبة اللاعب اللعب لأندية الرياض، ماذا نفهم هنا من تلك التصاريح !.

ياسعادة الرئيس الجديد لنادي الهلال الاستاذ سامي الجابر قد وعدتْ محبــي نادي الهلال وتحديدا في أحدى لقاءاتك الصحفية بأن الإعلان عن مدرب الفريق الأول سيكون يوم الأحد 22 أبريل الماضي، وأنه ملم بجميع احتياجات الفريق وقد انقضيى شهراً على لقاء رئيس الهلال ولم يرى محبو النادي الأزرق مدرب الفريق الأول، ويتخوفون من التأخير في اختيار المدرب الجديد، يسأل محب سؤالاً.. هل أصبح نادي الهلال لا يستطيع أن يجلب مدرب ويصنع لنفسه اسم بتشرفه قيادة دفة تدريب الهلال حتى وإن كان مغموراً أو حديث عهد بالتدريب كما أُتـيـحت لك الفرصة في قيادة تدريب الهلال الذي يعتبر بطل الموسم الحالي ؟.

هل البحث أصبح عائقاً للهلاليين ؟ أم أن الإتفاقيات تحتم عليهم هذا التأخير في الإعلان على من يقودون دفة الزعيم المنافس على بطولات الموسم القادم ؟ هم يريدون ذلك بكل تأكيد لكن هل أصبحت المادة والمبالغة في الأسعار العائق على إدارة بحجم الهلال في ظل الدعم اللامحدود من قبل هيئة الرياضة لإدارة الـهلال على وجه الخصوص وعلى جميع أندية الدوري السعودي بشكل عام.

محبو الهلال يتمنون من رئيس الهلال عدم الحماس والخوض في القيل والقال والمشاحنات من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.. يردون من رئيس الهلال كسابقه من الرؤساء أن لا يطلق الوعود بأن يقودهم للعالمية التي أصبحت هاجس جميع الرؤساء وتحديدا رؤساء النادي الأزرق، حيث يطلقون الرؤساء الجدد هذا الوعد في الوصول إلى حلم العالمية، لكن هذا الحلم قد يتحقق بالتغلب على كل الظروف وتذليل كل الصعاب مثل ما كانت قريبة المنال في العام الماضي وفي موسم ٢٠١٤ رغم تلك الحسرة .

للوصول إلى حلم العالمية لابد من العمل والاجتهاد والتركيز وعدم تشتيت الرئيس والضغط عليه بالإصرار والإلحاح عليه في وجوب بلوغ العالمية من أول موسم بعد تسلمه الرئاسة، صحيح أن نادي الهلال فريق لا ينقصه سوى التوفيق والتخطيط للوصول لهذا الحلم من جديد، ويحتاج لبذل العمل أكثر والعمل يبنى على خطوات وعمل مدروس.

الرئيس المكلف لديه طموح محدود بعكس الرئيس الذي ينتخب أو ينصب لأربع سنوات، سيكون تركيز الرئيس الحالي من وجهة نظري أن يجعل الهلال كما هو أن ينافس على جميع البطولات ولكن العقل الباطن يقول له لما لا إن حصلنا على الحلم والوصول إلى العالمية إن تحقق فلم لا ! .

والحديث لا ينتهي عند الهلال فقط فجمع الرؤساء المكلفون برئاسة الأندية هذا الموسم سيكون الحمل كبيراً جداً من قبل محبيهم لأن الجماهير ذاكرتها لا تعرف غير الإنجازات، وإن لم تستطيع أن تتحمل ردة أفعالهم كون أغلب الرؤساء جدد فكل رئيس جديد يستطيع زرع محبة جماهيره له من خلال العمل والتتويج بأحد ألقاب الموسم القادم وهي لا ترحم في أي تقصير في ظل الدعم المتوفر لجميع الأندية وتحديداً الموسم القادم، الجماهير تريد أن يترك رئيس ناديها الأقوال لأن مع بداية الدوري تنتهي الأقوال وتبدأ الأفعال..

ختاماً:
(يقول المشجع الحالم أن المشكلة في معظم الناس يفكرون بأمنياتهم ومخاوفهم بدلاً من أن يفكروا بعقولهم، ويقول في أمنياته القادمة.. أن كثرة الأقوال تثبت دائماً أن الكلام لا يعني شيئاً.. وأن الشعبية أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك متوجاً بالإنجازات كحبهم لك عند تسلمه)).

تظل وجهات نظر لكن المشكلة في معظم الناس أنهم يفكرون بأمنياتهم أو بمخاوفهم بدلاً من أن يفكروا بعقولهم.